إيقاف 186 مشجعا وحجز سكاكين ومخدرات وتخريب أكثر من 200 كرسي
أحيل، ظهر أمس (الأحد)، على وكيل الملك بالمحكمة الزجرية البيضاء، المتورطون في أحداث الشغب التي شهدتها المباراة التي استقبل فيها، مساء الجمعة الماضي، الوداد الرياضي النادي القنيطري، بملعب المركب الرياضي محمد الخامس لحساب الدورة 23 من البطولة الوطنية.
وعلمت «الصباح» أن عددا من رجال الأمن، بينهم عميد وضابطان تعرضوا للاعتداء، وأصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، خلال تدخلهم لفض الأحداث التي اندلعت بين جمهوري الفريقين بالمدرجات المكشوفة، وجرى نقل بعضهم إلى مستعجلات المستشفى الجامعي ابن رشد، في الوقت الذي تكلف الطاقم الطبي للفريق الأحمر بإسعاف آخرين.
وتسبب الشغب في تخريب أكثر من مائتي كرسي بالمدرجات المكشوفة والسياج المحيط بعدد من الأبواب، إضافة إلى الباب الحديدي المؤدي إلى موقف سيارات الوقاية المدنية.
في السياق ذاته، شهدت المباراة إيقاف أكثر من 186 مشجعا، بينهم 100 قاصر، جرى الاستماع إليهم بإحدى القاعات تحت مدرجات الملعب، التي تحولت إلى ما يشبه «كوميسارية».
وحسب مصادر مطلعة، فقد جرى ضبط عدد من السكاكين والسيوف لدى موقوفين لا ينتمون إلى أي من المشجعين، إضافة إلى حبوب الهلوسة والمخدرات، ما دفع رجال الأمن إلى نقلهم إلى ولاية أمن البيضاء لاستكمال التحقيق.
وأضافت المصادر ذاتها أن 13 من عناصر الأمن أصيبوا بجروح متفاوتة، إثر تدخلهم لإنهاء أحداث شغب نتجت إثر اشتباك مشجعي فريقي الوداد الرياضي والنادي القنيطري بعد المباراة التي انتهت بالتعادل هدف لمثله. وأصيب خلال الأحداث عميد ممتاز في أحد أصابعه وضابط شرطة في قفصه الصدري إثر تراشق بالحجارة وانتزاع كراسي مدرجات المركب. وتمكن رجال الأمن ، بعد هذه الأحداث، من إيقاف مجموعة من المتسببين في أعمال الشغب كما أوقفت مجموعة أخرى كانت تستغل الوضع للقيام بعمليات سرقة.
وعلمت «الصباح» أن العدد الإجمالي للمشتبه فيهم الذين ستأمر النيابة باعتقالهم وإيداعهم سجن عكاشة لن يعرف إلا بعد عصر أمس، اثر الانتهاء من مسطرة تقديم المتورطين في الأحداث سالفة الذكر.
وانطلقت أحداث الشغب منذ ظهر يوم الجمعة الماضي، أي ساعات قبل المباراة وحدثت خارج الملعب، إذ تجمهرت مجموعة من القاصرين بجنبات مركب محمد بنجلون، في ساحة الملاعب، منذ الثانية ظهرا، واستمر توافذ الشباب إلى المكان ذاته ليبلغ عددهم نحو 600 مشجع، وفي الساعة الرابعة والربع، توجهوا في مسيرة نحو مركب محمد الخامس إلى أن فوجئوا بفرقة أخرى تقدر بـ 25 قاصرا قادمين من ليساسفة، فغيروا وجهتهم نحو محطة القطار الوازيس للقاء الجمهور القنيطري، قصد الانتقام.
وأفادت مصادر عليمة أن رجال الأمن حاصروا المسيرة ووجهوها صوب الملعب مباشرة، وذلك للحفاظ على الأمن وتجنيب الممتلكات الخاصة والعامة التخريب والإتلاف. لكن المتجمهرين، عند وصولهم إلى بداية ورش خاص بالطرامواي بحي باشكو، استغلوا وجود أكوام من الحجارة فانطلقوا في رشق رجال الأمن والسيارات والمارة، ليصيبوا أربعة رجال أمن، ثلاثة ينتمون إلى الصقور، بجروح متفاوتة، كما أصيبت عناصر من شرطة «البلير»، واستمرت محاصرة المسيرة إلى حين دخولها الملعب.
وحال رجال الأمن خارج الملعب دون وقوع اصطدامات بين جمهوري الفريقين، إلا أنه بداخل الملعب وقع ما لم يكن منتظرا، ورصدت كاميرات الأمن كيف انتقل أفراد من الجمهور من مدرجات الوداد إلى الجهة التي كان فيها جمهور الفريق الضيف، حيث اندلعت المواجهات بين الطرفين.