قرر عسكريون يعملون في القوات المسلحة الملكية الخروج عن صمتهم والكشف عن التحقيق الذي طالهم بعد شهور قليلة عن أحداث 16 ماي الإرهابية. وكشف عسكريون يعملون بالقاعدة العسكرية ببنجرير،
في رسالة حصلت عليها «المساء»، عن قيام محققين بالتحقيق معهم حول «قضايا ومسائل دينية»، تتعلق بالحجاب والقرآن والكتب الدينية. وفي رسالة وقعها 49 عسكريا كانوا يعملون بالقاعدة العسكرية ببنجرير قبيل طردهم من العمل، أوضح العسكريون أنه تم التحقيق معهم وإخضاعهم «للاستنطاق من طرف المصالح المختصة داخل مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية»، وتحديدا من قبل «محققين بالمكتب الخامس بالرباط حول مسائل دينية».
وبخصوص طبيعة القضايا الدينية، التي أثارها المحققون مع العسكريين، قال أحد المحقق معهم في حديث مع «المساء» إنه سئل حول من يحفظ القرآن في عائلته، وحول ما إذا كانت زوجته ترتدي الحجاب أو النقاب. كما أن التحقيقات معه انصبت حول الكتب الدينية، التي يقرأها كل عسكري على حدة، ونوعية الأشرطة والوعاظ، الذين يستمع إليهم. بل إن أحد العسكريين طرح عليه المحققون أسئلة حول عقيقة نظمها بعد أن رزق بمولود، حيث استدعى فقهاء و»طلبة» قرؤوا ما تيسر من الذكر الحكيم. ومن بين الأسئلة، التي طرحها عليه المحققون بخصوص هذه المناسبة: «لماذا لم ينشط مغنون هذه المناسبة ؟».
وأكد العسكريون في الرسالة ذاتها أنهم «لن نكون خارج فروض الطاعة لروح القسم، ولن يستطيع أي كان أن يزحزح قناعتنا العسكرية المنضبطة لخدمة العرش المجيد»، قبل أن يضيفوا بأنهم صدموا بصدور قرار الفصل عن العمل.
وخاطب العسكريون المطرودون الملك محمد السادس قائلين: «قسما بروج المسيرة الخضراء الخالدة أننا لم نمارس أي نشاط أو عمل مخل بالواجب العسكري، بل كنا دوما متشبعين بروح الصدق والإخلاص، كما تشهد النقط الممنوحة لنا سنويا». واعتبر المحتجون في رسالتهم أن قرار فصلهم كان نتيجة «تصفية حسابات ليست إلا»، مشيرين إلى أنهم تلقوا قرارا فصلهم عن الخدمة يوم 31 يناير 2004، أي قبل يوم واحد عن عيد الأضحى المبارك، «مما جعل عيدنا جحيما، وحياتنا أصبحت حياة تشرد» يقول أحد المطرودين.
وأوضح العسكريون أنهم طرقوا أبوابا عدة دون مجيب، وأنهم بعد الرسالة التي وجهوها إلى الديوان الملكي، وهيئة الإنصاف والمصالحة، والوزارة الأولى، وإدارة الدفاع الوطني، توصلوا من وزارة إدريس جطو، آنذاك، برسالة تخبرهم بأنه تم التشطيب عليهم من الخدمة العسكرية. في الوقت الذي تراوحت مدة خدمة هؤلاء المطرودين داخل القوات المسلحة الملكية ما بين 9 سنوات و19 سنة، بينما استفاد 10 منهم، ممن عملوا بالخدمة مدة 29 سنة، من التقاعد.