اطلع طلبة المدرسة العليا للصحافة والاتصال، التابعة لمجموعة "إيكوميديا"، التي تصدر يوميتي "الصباح" و"ليكونوميست" وراديو "أطلانتيك"، الثلاثاء الماضي، على وسائل التدريب والتكوين في مجال الأمن بالمعهد الملكي للشرطة بمدينة القنيطرة. وكان في استقبال وفد الطلبة الصحافيين، الذين كانت ترافقهم بديعة الساوري، نائبة المدير البيداغوجي بالمدرسة العليا للصحافة والاتصال، المراقب العام امهاوش، ورئيس قسم المدارس والتعاون، ومدير المعهد الملكي للشرطة، إضافة إلى عدد من أطر المعهد.
انطلقت الزيارة بعرض شريط وثائقي لفائدة الطلبة، قدمت فيه كرونولوجيا الأمن الوطني، منذ ذكرى تأسيسه عقب الاستقلال. وأطر العرض الأول عميد إقليمي قدم فيه للطلبة معلومات غنية حول تخصصات مختلف المصالح الأمنية، إضافة إلى مهام المعهد في التكوين والتكوين المستمر للممارسين حاليا عملهم في مختلف أسلاك الأمن الوطني.
كما استعرض ظروف ومعايير انتقاء المرشحين لاجتياز مباريات الالتحاق بسلك الأمن الوطني، ووسائل التكوين البيداغوجي والنظري والميداني ومدة التدريب في المعهد لكل تخصص من التخصصات، بدءا من حراس الأمن والمفتشين وضباط وعمداء الأمن والشرطة والفرق المتخصصة في تأمين الحراسة للشخصيات المهمة.
كما اطلع الطلبة الصحافيون على الدور الهام الذي أضحت تلعبه الكلاب المدربة في العديد من المجالات والتدخلات الأمنية، ومن بينها التصدي للعصابات المسلحة وإحباط محاولاتها الإجرامية.
وقدم نبذة عن أدوار وصلاحيات بعض الأجهزة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، مثل شرطة الحدود والتدخل السريع والشرطة القضائية والشرطة التقنية والعلمية، إضافة إلى حدود تدخلاتهم والأدوار التي يؤدونها خدمة للأمن والاستقرار ومحاربة الجرائم وتنظيمات التهريب. كما استمع طلبة مدرسة "إيكوميديا" إلى عرض حول كيفية ووسائل البحث والتحقيق في بعض الجرائم المستحدثة، مثل الجرائم المالية وقضايا الفساد وغيرها.
وبعد انتهاء العرض، قام الطلبة بجولة في مختلف مرافق المعهد الملكي للشرطة، من قبيل "مسرح الجريمة" والمدرجات والمكتبة وقاعة الإعلاميات وقاعة الرياضات، حيث يتلقى رجال الأمن المتدربون تداريب مكثفة لتحضيرهم للنزول إلى الميدان لمباشرة مهامهم بعد انتهاء فترات التدريب المحددة قانونا لكل رتبة. وبعد انتهاء الزيارة، نظمت إدارة المعهد حفل غذاء على شرف الطلبة، حضره المسؤولون وعدد من الأطر.
مؤسسة عمومية لتكوين رجال الأمن
المعهد الملكي للشرطة مؤسسة عمومية تقع تحت وصاية المديرية العامة للأمن الوطني، ويهدف إلى تكوين حراس الأمن ومفتشي الشرطة الخارجية وضباط الشرطة والأمن وعمداء الشرطة. ويعتبر ولوج مختلف أسلاك الشرطة مفتوحا أمام الجميع ذكورا وإناثا، البالغين 21 سنة والمتوفرين على الشروط المنصوص عليها في النظام الأساسي لموظفي الأمن الوطني.
وصارت إدارة المعهد تعتمد آخر التكتيكات والتقنيات القتالية والدفاعية البوليسية في العالم، من خلال تكوين ضباط وعمداء بالمعهد الملكي وتزويدهم نظريا وتطبيقيا بالعديد من المهارات والتجارب المستوردة من بعض الدول المتقدمة، مثل أمريكا وفرنسا وهولندا، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب.
وتحاول المديرية العامة للأمن الوطني، تحت إشراف وزارة الداخلية، توفير كامل الدعم المادي واللوجستي لإدارة المعهد حتى ترتقي بأدائه ومستوى خريجيه. وأصبح المعهد، بشهادة الجميع، في السنوات الأخيرة، ذا معايير دولية، والدليل على ذلك الكفاءة العالية التي يتمتع بها رجال الأمن المتخرجون الحاملون لمختلف الرتب، إضافة إلى موظفي وحراس المؤسسات السجنية.