قاضي التحقيق باستئنافية البيضاء أودعهما سجن عكاشة والبحث جار عن شريك للمتهمين
أمر قاضي التحقيق لدى استئنافية البيضاء، أخيرا، بإيداع شرطيين كانا يزاولان مهامهما بإحدى دوائر المنطقة الأمنية عين الشق، سجن عكاشة محددا تاريخا لاحقا للاستماع إليهما تفصيليا في ما نسب إليهما من جنايات خطيرة، إثر انتحالهما صفة دركيين واستعانتهما بشخص مبحوث عنه عندما توجها إلى إحدى المقاهي بمنطقة الهراويين وحاولا ابتزاز صاحبها بادعاء أن ابنه مبحوث عنه من قبل درك 2 مارس، واستعمالهما ناقلة ذات محرك (سيارة من نوع باليو) أركب فيها المبحوث عنه المزعوم وأبوه وشقيقه وصهره وتوجهوا بهم نحو درك 2 مارس قبل ابتزازهم وسلبهم مبلغا ماليا قدر بحوالي 3000 درهم وهواتف محمولة.
وحسب مصادر «الصباح»، فإن الوكيل العام تابع المتهمين، الذين مازال ثالثهما في حالة فرار، بجنايات ثقيلة من بينها الاختطاف والاحتجاز والسرقة، ناهيك عن تلك المرتبطة بوظيفتهما الإدارية من قبيل استغلال النفوذ والشطط.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني أوقفت المشتبه فيهما مباشرة بعد علمها بارتكابهما الأفعال سالفة الذكر، فيما أنيط البحث في القضية بداية بالشرطة القضائية بابن مسيك قبل أن يحالا على الفرقة الجنائية الولائية التي أكملت الأبحاث وأحالت المتهمين في حالة اعتقال على الوكيل العام.
وأوضحت مصادر «الصباح» أن المتهمين اللذين يشتغلان في دائرة أمنية بعين الشق استعانا بشخص ثالث، مبحوث عنه، وخططا لتنفيذ عملية ابتزاز بالهراويين التي تقع في نفوذ الدرك الملكي، إذ توجها حوالي العاشرة ليلا إلى دوار المديوني 2 حيث وقفوا أمام مقهى، وخرج الشرطيان اللذان كانا في زي مدني يسألان عن شاب تبين أنه ابن صاحب المقهى.
وأضافت المصادر ذاتها أن الشرطيين أمرا الشاب بركوب السيارة بدعوى نقله للبحث معه، الشيء الذي دفع والده إلى السؤال عن السبب، فكان الرد أن ذلك لن يعرف إلا في مقر الضابطة القضائية، ليعيد الوالد السؤال عن أي ضابطة، فكان رد الشرطي درك 2 مارس.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ حملا معهما شقيق المتهم وصهره والوالد، وانطلقوا بالجميع إلى وجهة غير معلومة، وفي الطريق، بادر أحد الشرطيين بالقول إنه ينبغي الانتقال إلى أمن عين الشق من أجل جلب ملف المتابعة والشكايات الموضوعة ضد الابن، وعند الاقتراب من الدائرة خرج أحدهما وتوجه نحو البوابة الخلفية ثم عاد وهو في حالة غضب يلوم من أسماه عميدا لا يقوم بعمله ويتركه للآخرين، وكان يريد من وراء ذلك إفهام الراكبين أن الملف غير موجود الآن بسبب غياب العميد، وأن البحث سيتأجل إلى اليوم الموالي.
وواصلت السيارة إلى الجهة التي حددها الشرطيان اللذان ظلا يتقمصان صفة دركيين، قبل أن يبادرا إلى ابتزاز الضحايا وسلبهم ما بحوزتهم (مبلغ مالي حدد في 3000 درهم وهواتف محمولة)، عندها أوهما الراكبين الذين كانوا مسلوبي الحرية أنهم سيرجئون البحث إلى اليوم الموالي، وسيعودون بهم إلى مشارف الهراويين، سيما أن الوقت يمر وموعد السحور يقترب.
قبل ذلك، كان أفراد من عائلة الضحايا توجهوا إلى الدرك وأخبروا بالواقعة، ليعلموا أن الدرك لم يباشر أي عملية من هذا النوع بالمنطقة، ويتأكدوا أن المعنيين بالأمر يخفون حقيقتهم، فذاع الخبر وانتشر معارف وأصدقاء وأقارب الضحايا للبحث عن السيارة، إلى أن تم رصدها عائدة في مدارة الهراويين لتتم محاصرتها، وينتج عن ذلك إصابات ويفر الجناة ومعهم الراكبون المختطفون، وتستمر المطاردة إلى شارع الكومندار الحارثي حيث توقفت السيارة بعد ارتطامها بالطوار، ويحكم الوالد القبضة على أحد الشرطيين فيما لاذ الثاني بالفرار هو والشخص الثالث.
وتوالت الأحداث لتتدخل شرطة المداومة بابن مسيك ثم الدرك، قبل أن تنتهي الأبحاث عند الفرقة الجنائية الولائية.