الزوجة اضطرت إلى رهن منزل الأسرة بالقنيطرة لدى جمعية للقروض بعد سلسلة من "الاستثمارات" الفاشلة
قتل شخص بحي «الساكنية» بالقنيطرة، مساء أول أمس (الاثنين)، زوجته بطريقة وحشية، بعد أن وجه إليها عدة طعنات بواسطة سكين، قبل أن ينتحر شنقا إلى جانب جثتها، بحبل علقه في أحد أركان المنزل.
ويتعلق الأمر، حسب معطيات البحث الذي باشرته مصالح الشرطة القضائية وفرقة مسرح الجريمة، بنجار (49 سنة)، له من زوجته القتيلة، (35 سنة) ثلاثة أطفال عمر أكبرهم 16 سنة. ووراء الجريمة وعملية الانتحار خلافات نتيجة مشاكل مالية بين الزوجين.
واستنادا إلى مصادر مقربة من البحث، كانت للزوجين مشاكل عديدة، بسبب وضعهما الاجتماعي، إذ كانت الزوجة تقترض من إحدى الجمعيات الخاصة بالقروض الصغرى، لتحقيق مشاريع صغيرة، غالبا ما كانت تنتهي بالفشل والإفلاس.
ورغم ذلك، فإن الزوجة واصلت الاقتراض إلى درجة أنها اضطرت إلى رهن منزلها لدى إحدى جمعيات القروض الصغرى، في الوقت الذي كان الزوج يعارض بشدة قراراتها، بمبرر أنه الأولى بالحصول على القرض لإقامة مشروع كبير في حرفة النجارة التي يمتهنها منذ سنوات، ولديه تجربة كبيرة فيها، إلا أن الزوجة كانت ترفض طلباته، وفي المقابل، كانت تحصل على قروض لإقامة مشاريع من اختيارها تنتهي بالفشل.
وحوالي الساعة الخامسة والنصف من مساء أول أمس (الاثنين)، تجددت الخلافات بين الزوجين، وتطورت، بعد تبادل السب والشتم، إلى ضرب ولكم، قبل أن يعمد المنتحر إلى توجيه طعنات إلى زوجته، ثم يذبحها بالسكين.
في تلك الأثناء، وصل أقارب من أسرة الضحية إلى المنزل، فتبين لهم أن الباب مغلق، وأن هناك خطبا ما، فبدؤوا ينادون على المتهم، لكنه رفض فتح الباب، ليتوجهوا مباشرة إلى أقرب دائرة أمنية لتقديم بلاغ.
وفي اللحظة التي توجه فيها أقارب القتيلة إلى الشرطة، ربط الزوج حبلا على شكل مشنقة، ثم علق نفسه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
وقبل وصول الشرطة، عاد الابن البكر للزوجين الهالكين، والبالغ من العمر 16 سنة، من الدراسة، وبدأ يطرق الباب، وعندما لم يجبه أحد، ألقى نظرة إلى الداخل من النافذة، فوقعت عيناه على أمه، وهي مضرجة في بركة من الدماء، ليصاب بذعر كبير، وتنتابه حالة هستيريا، ليبدأ بالصراخ والعويل، مستنجدا بالجيران.
وشهد حي الساكنية حالة استنفار أمني كبير، وحل كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية ونائب للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة لمعاينة الجثتين، قبل أن تصدر تعليمات بحجز أداة الجريمة ونقل الجثتين إلى مستودع الأموات لإجراء تشريح عليهما. كما أخذت الشرطة بعض أقارب وجيران الهالكين إلى مكاتبها للاستماع إليهم بخصوص ظروف وملابسات الجريمة وعملية الانتحار.