"ولد الخيرية" أصاب شرطيا بسيف وكاد يرتكب مجزرة في حق أفراد دورية ورصاصة في البطن وضعت حدا لبطشه
لجأ مفتش شرطة بتمارة، أول أمس (الأحد)، إلى إطلاق النار من مسدسه الوظيفي في مواجهة مجرم مسجل خطرا، اعتدى على رجل أمن بواسطة سيف، وتسبب له في إصابة خطيرة في الرأس. وتعرض المعتدي لإصابة برصاصة في البطن، استدعت نقله على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط لتلقي الإسعافات الضرورية. وجاء في وقائع القضية، حسب مصادر أمنية، أن دورية الشرطة رصدت أربعة أشخاص، حوالي الواحدة زوالا، وهم في وضع مشبوه، إذ كانوا يحملون الأسلحة البيضاء ويقومون بتصرفات وأفعال عدوانية، فعملت على محاصرتهم، بعدما تبين لها أنهم يشكلون خطرا.
وبمجرد أن لمحوا دورية الشرطة، تمكن أحدهم من الفرار، فيما نجحت عناصر الدورية في إيقاف شخصين آخرين، إلا أنها فوجئت بالرابع، وهو عنصر خطير بتمارة يعرف بـ «زهير»، قوي البنية وله سوابق قضائية، يهاجم رجال الأمن وهو يحمل في كل يد سيفا كبير الحجم، ويطالبهم بإخلاء سبيل صديقيه، أو الانتقام منهم. وأوضح مصدر موثوق أن الظنين لا أسرة له، إذ نشأ بمؤسسة خيرية بالمدينة، بعد أن أهمله والداه، لذلك كان يطلق عليه لقب «ولد الخيرية».
وبعد محاولة الدورية التدخل لإيقافه، هاجم أقرب شرطي إليه، وتسبب له في جرح خطير في الرأس، وبعد أن سقط الأخير على الأرض غارقا في دمائه، توجه مباشرة نحو باقي عناصر الدورية، مصمما على الاعتداء عليهم، وهو ما دفع مفتش شرطة إلى اللجوء إلى مسدسه الوظيفي، وإطلاق رصاصة أصابت الجانح في البطن، ليسقط أرضا، ويضع حدا لبطشه. وذكر المصدر ذاته أن الظنين كان سيرتكب مجزرة في حق رجال الأمن، لو لم يتم التدخل بالشكل المناسب.
وحسب المصدر ذاته، تم نقل الشرطي والمشتبه به المصابين إلى مستشفى ابن سينا بالرباط لتلقي العلاج، بينما احتفظ بباقي الموقوفين رهن الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث معهم وتقديمهم أمام النيابة العامة المختصة.
وزاد المصدر ذاته موضحا أن الموقوفين الثلاثة من أصحاب السوابق القضائية في مجال تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة، مضيفا أن مصالح الأمن ضبطت بحوزتهم ثلاثة سواطير و25 قرصا مخدرا وكمية كبيرة من الشيرا ومجموعة من الهواتف المحمولة المشكوك في مصدرها. وكشف المصدر ذاته أن الهواتف المحجوزة من طرف الشرطة القضائية كانت موضوع سرقات بالعنف، فيما كانت المخدرات المحجوزة معدة للبيع قبل الإفطار وبعده.
وعلم من مصدر موثوق أن فتاة حلت بمقر الشرطة القضائية بتمارة، وسجلت شكاية تتهم أفراد هذه العصابة بالاعتداء عليها وسلبها هاتفها المحمول بالعنف.
يشار إلى أن الأمر يتعلق بثاني حادث اعتداء على الأمن بالسيوف من طرف العصابات بتمارة، في أقل من 20 يوما، بعد حادث الاعتداء على رئيس الشرطة القضائية، ومفتش ممتاز كان رفقته، بواسطة السلاح الأبيض، ما استدعى نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاجات.