تفعيل المسطرة الغيابية في حق أحدهما يرجئ النظر في الملف إلى نونبر المقبل
قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، الاثنين الماضي، إرجاء النظر في ملف متهمين اثنين من أجل جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والضرب والجرح، ومحاولة الاغتصاب في حق الأول، والمشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في حق الثاني، طبقا لفصول المتابعة، إلى نونبر المقبل، لإجراء المسطرة الغيابية في حق الأخير، الذي تخلف عن حضور جلسات المحاكمة رغم إعلامه. وتتلخص وقائع القضية حسب محضر الضابطة القضائية عدد1699، المنجز من طرف الدرك الملكي ببلدة سبع عيون(إقليم الحاجب)، أنه بتاريخ 22 ماي 2010 تم إشعار المصلحة المذكورة بوقوع جريمة قتل راح ضحيتها المسمى قيد حياته(ح.ن)، الذي تمت تصفيته من طرف ابنه(ل.ن)، هذا الأخير الذي اعترف عند الاستماع إليه تمهيديا بالمنسوب إليه، مفيدا أن علاقته بوالده كانت جد متوترة، الأمر الذي نفاه بعض الشهود المستمع إليهم، الذين أجمعوا على أن علاقة المتهم بوالده الهالك كانت جيدة، مضيفين أنه هو الوحيد الذي ظل يلازمه حتى بعد زواجه من امرأة ثانية. وأضاف أنه قدم يوم الحادث إلى المنزل فوقع له سوء تفاهم مع زوجة والده الهالك، فقام بضربها على ظهرها بواسطة قطعة من الزجاج، وحاول اغتصابها بعد محاصرتها بغرفة نومها، إلا أن تدخل عمته حال دون ذلك، فكان نصيبها هي الأخرى التعنيف الجسدي واللفظي، ثم غادر المنزل، قبل أن يعود إليه ثانية وهو في حالة هيستيرية ليعمد إلى ضرب والده، الذي قفل على التو من السوق الأسبوعي، بآلة حديدية على رأسه، سقط إثرها جثة هامدة، مصرحا أنه قام بإخبار شقيقه المتهم الثاني(ن.ن)، الذي كان يراقب الوضع خارج المنزل، بالواقعة.
وخلال مرحلة التحقيق جدد المتهم(ل.ن) اعترافه بقتل والده بعدما وجه له ضربات قوية بآلة حادة، في الوقت الذي أجاب شقيقه(ن.ن) بالإنكار، مصرحا أنه شاهد الأول وهو يخرج من المنزل وثيابه ملطخة بالدماء، نافيا علاقته بالحادث. كما تم الاستماع إلى الشاهدة(ج. س) زوجة أب المتهمين، فصرحت بأن(ل. ن) اعتدى عليها بالضرب محاولا اغتصابها، في حين أفادت شقيقة الهالك(ص. ن) أنها شاهدت الأخير وهو يضرب والده بآلة حادة فأرداه قتيلا، مضيفة أن المتهم الثاني (ن. ن)، الذي كان يحمل أكثر من ضغينة على والده لزواجه من امرأة ثانية وإهماله لأمه، كان يحوم حول المنزل ساعة الواقعة وأنه ظل يراقب الوضع دون أن تصدر عنه أي ردة فعل، رغم أن شقيقه الجاني عاود الهجوم على منزل والده بعد الاعتداء عليه. وتابعت أنه كان يهاجم والده ويدخل معه في نزاع بسبب رفضه الاشتغال معه ومساعدته في عمله. وفي الاتجاه نفسه سار الشهود المستمع إليهم، عندما أشاروا إلى أنه لم يسبق لهم معاينة المتهم الثاني يحوم حول منزل والده إلا يوم الحادث، مبرزين أنه ظل يوم الحادث يرقب من الأعلى رغم حضور عناصر الدرك الملكي وقبلهم سكان المنطقة وعمه، الذي تمت المناداة عليه من السوق الأسبوعي.
يشار إلى أنه تمت إحالة المتهمين على خبرة نفسية، انتدبت لها المحكمة أخصائية الأمراض النفسية والعقلية بمكناس، التي أكدت في تقريرها أن حالة المتهم الأول هي نتاج الواقعة وعدم تصديقه لما صدر عنه من اعتداء وحشي على والده، فيما خلص التقرير ذاته إلى أن المتهم الثاني كامل المسؤولية وقد حاول التظاهر بتأثره وبحالة عصبية غير صادقة.