سلطات سيدي مومن تشرع في هدم زرائب المواشي بالكاريانات
لم تعد معاول السلطات المحلية بسيدي مومن تفرق بين البراريك التي يقطنها الإنسان، وبين العشش المخصصة للحيوان. فبعد عمليات هدم سابقة لدور عشوائية بمجموعة من الكاريانات، جاء الدور هذه المرة على زرائب البهائم والمواشي، حيث تحركت صباح أمس الثلاثاء دورية مشتركة للمقاطعات الإدارية 70، 71 و72 في شخص رجال سلطة وأعوانهم و ثلاث سيارات للقوات المساعدة وجرافة كبيرة صوب سيدي مومن القديم، لتنفيذ عملية هدم عدد من الحظائر المبينية بالقصدير والخشب والأحجار، التي كان يتخذها أصحابها لتربية الأبقار والأغنام ولمبيت الحمير بجانب مساكنهم الصفيحية.
القوات العمومية التابعة لنفوذ مقاطعة سيدي مومن بعمالة البرنوصي، لم تسثن جرافتها الصفراء حوالي 17 زريبة عشوائية، حيث قلبت كماشتها الفولاذية سافلها على عاليها، مما أجبر أصحاب هذه الحظائر إلى تهريب مواشيهم بعيدا عن ميدان الهدم. مصادر جمعوية بالمنطقة، اعتبرت هذه الحملة المشتركة لثلاثة مقاطعات إدارية، بمثابة عملية استباقية للحد من تنامي مزيد من البناء العشوائي بكاريانات سيدي مومن، بعد أن أصبح قاطنو عدد من الدور الصفيحية يبنون زرائب بجوار مساكنهم بداعي تخصيصها لبهائمهم ومواشيهم، لكنهم في حقيقة الأمر يتحايلون على عيون السلطة المحلية من أجل توسيع بيوتهم ثم تجزيئها إلى براريك وأكواخ، تباع إلى الراغبين في الاستفادة من مشاريع إعادة الإسكان.
عملية الهدم لصباح الثلاثاء 26 يونيو الجاري، لم تصادف أي صعوبات أو احتجاجات واضح أثناء تنفيذها، خصوصا أن الدورية المشتركة للسلطات المحلية كانت معززة بالقوات المساعدة والأعوان وتحت أنظار عناصر من الشرطة. وفي اتصال هاتفي للجريدة ببعض أبناء المنطقة، أشاروا إلى أن عملية هدم مجموعة من الزرائب بسيدي مومن القديم، مجرد بداية ستطال معاول السلطة فيها مجموعة مشابهة من الكاريانات، التي تحولت فراغاتها ومحيطها إلى ما يشبه ضيعات عشوائية وبئيسة لتربية الأبقار والأغنام والدواب، مما طوق التجزئات والإقامات السكنية المجاورة بأحزمة من مشاهد القرى، وضاعف من تلويث المجال العمراني بأكوام من النفايات وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة.