المتهم جندي هرب من قبضة الدرك وقدم نفسه إلى المحكمة العسكرية بعد مجيئه من طاطا إلى الرباط مشيا
أمر أحمد البقالي، الكولونيل ماجور المكلف بالتحقيق لدى المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، أول أمس (الثلاثاء)، بوضع جندي، ينتمي إلى البحرية الملكية، رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي، وإيداعه السجن المحلي بسلا، في انتظار إجراء تحقيق مفصل معه. واتخذ قاضي التحقيق العسكري القرار بعد الاستماع تمهيديا إلى المتهم، بموجب مطالبة وجهتها إليه النيابة العامة تلتمس فيها إجراء تحقيق معه من أجل تهم خيانة الأمانة والسرقة الموصوفة ومخالفة الضوابط العسكرية العامة، طبقا لقانون العدل العسكري.
ووفق مصدر موثوق، يواجه العسكري تهما تتعلق بسرقة مجوهرات وأموال ومقتنيات ثمينة تم تقدير قيمتها المالية في 128 مليون سنتيم، وذلك من داخل إقامة مسؤول عسكري، برتبة كولونيل بالبحرية الملكية بأكادير، كان مكلفا بحراستها.
وجاء في معطيات توصلت إليها «الصباح»، وفق نتائج الأبحاث التي باشرتها فرقة تحقيق تابعة للدرك الملكي، أن المسؤول العسكري فوجئ باختفاء مبالغ مالية مهمة ومجوهرات ثمينة من إقامته، وبعد تحريات، قادته الشكوك إلى احتمال تورط العسكري المكلف بالحراسة، الذي كان يتردد على المسكن في أوقات مختلفة، نظرا للثقة التي يحظى بها لديه.
وأحيل الملف على الدرك الملكي، وبعد أبحاث وتحريات دقيقة، تم التوصل إلى مؤشرات تعزز الشكوك في تورط العسكري، ليتم وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، بتعليمات من النيابة العامة، وتعميق البحث معه.
وشهد الملف عدة مفاجآت ووقائع مثيرة، منها أن الظنين، خلال اقتياده من طرف الدركيين إلى المحكمة بهدف التقديم، تمكن من الفرار في ظروف غامضة، وتوجه مباشرة إلى بيته بمدينة طاطا جنوب المملكة، وظل هناك شهرين، قبل أن يقنعه بعض أفراد أسرته بضرورة تقديم نفسه إلى العدالة، ما دام مقتنعا ببراءته، حتى لا يساهم بفراره واختفائه في تعقيد ملفه أكثر أمام السلطات القضائية.
ووفق المعلومات المتوفرة، غادر المتهم منزله بطاطا، وتوجه مشيا إلى الرباط، واستغرقت الرحلة ثلاثة شهور. ولم تستبعد بعض المصادر أن يكون المتهم مصابا بخلل عقلي. وعندما وصل إلى المحكمة العسكرية، أخبر الحارس بمدخلها أنه جندي متهم في قضية سرقة موصوفة، ويريد تقديم نفسه إلى النيابة العامة بهذه المحكمة.
إلى ذلك، علمت «الصباح»، من مصدر مطلع أن مجموعة من أقارب الجندي المتهم حجوا من جنوب الصحراء إلى الرباط لمساندته، مشيرا إلى أنهم يفكرون في تنظيم وقفة احتجاجية، لاعتقادهم أن قريبهم بريء، ولا علاقة له بالتهم المنسوبة إليه.