الشرطة استمعت إلى حراس ظهروا في الشريط والأخيرون قدموا روايات مختلفة عما جاء فيه
استمعت مصالح الأمن بالبيضاء، أخيرا، إلى ثلاثة موظفين على خلفية شريط الفيديو الذي نشر، في وقت سابق، على موقع «يوتوب»، والذي رصد بعض الاختلالات داخل السجن، كما أظهر بعض المختلين عقليا يخالطون باقي السجناء، وصور أحدهم تجرد من ملابسه كاملة.
وعلمت «الصباح»، من مصادر مطلعة، أن الأمر يتعلق بالموظف الذي ظهر يحمل خرطوما داخل أحد أجنحة السجن ويهدد به السجناء، وموظف ثان صور وهو يسلم هاتفا محمولا إلى أحد السجناء بعد أن منحه 50 درهما، حسب أقوال مصور الفيديو من خلال التعليق الذي تضمنه، وموظف ثالث ظهر في الشريط وهو يسلب بعض المواد الغذائية (البرتقال) من أحد المعتقلين من داخل زنزانته قبل أن يغادر المكان دون أن يقوى المعني بالأمر على الاحتجاج.
وكشفت المصادر ذاتها أن الموظف الذي ظهر حاملا خرطوما في شريط الفيديو حول سجن عكاشة، أكد خلال الاستماع إليه، أن هدفه من وراء ذلك هو إثارة انتباه السجناء إلى وجوده من خلال الصوت الذي يحدثه عند ضرب الحائط أو المكتب، نافيا أن يكون استعمله في ضرب أو تعذيب أي من السجناء، مؤكدا أنه مجرد وسيلة من وسائل العمل لا أقل ولا أكثر.
من جهته، نفى الموظف الثاني أن يكون سلم هاتفا محمولا إلى سجين بعد أن قدم له مبلغا ماليا، مضيفا أن الأمر لا يتعلق بهاتف محمول وإنما بآلة تحكم عن بعد «تيليكوموند»، كما نفى الحارس الثالث التهم الموجهة إليه.
وفي ارتباط بالموضوع ذاته، علمت «الصباح»، من المصادر ذاتها، أن عناصر الأمن سالفة الذكر استمعت إلى بعض السجناء الذين ظهروا في الشريط، وانصبت الأسئلة حول فحواه والأحداث التي تضمنها.
وكشفت المصادر ذاتها أن بعض الذين ظهروا في الشريط عبروا عن رغبتهم في متابعة الشخص الذي صورهم ونشر الفيديو للعلن، والذي تمكنت إدارة سجن عكاشة من تحديد هويته، إذ يتعلق الأمر بسجين سابق كان على خلاف دائم مع حراس السجن.
وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون فتحت بحثا حول الشريط المذكور، إذ استمعت لجنة مشكلة لهذا الغرض إلى الموظفين الذين ظهروا فيه، والذين تشبثوا بالكلام نفسه الذي أكدوه أمام الشرطة، كما قدموا معلومات عن الشخص الذي قام بتصوير الشريط، والذي كانت له عداوات مع حراس السجن بعد أن انتزعوا منه هاتفه المحمول، كما سارت التخمينات في اتجاه استعماله آلة متطورة لتصوير الشريط، مفندين أن يكون ذلك عبر هاتف محمول على اعتبار أن الصور التقطت بطريقة لا تدل على أن ملتقطها يخشى من مشاهدة الحراس له، كما أن بعضها التقط عن قرب ما يعني أنه من الصعب أن يكون استعمل هاتفا.