شكاية إلى وكيل الملك أوردت حكاية ضابط يعترض الحقوقيين مخمورا ويحاول تصفيتهم جسديا
كشف حقوقيون بمدينة صفرو، أخيرا، تفاصيل تورط رجال أمن وضابط للاستعلامات في محاولة تصفيتهم جسديا، واختطافههم بأساليب وصفوها بأنها تعود إلى عصور بدائية.ووجه عز الدين المنجلي، عضو في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، شكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بصفرو بشأن تورط ضابط الاستعلامات العامة بالأمن الإقليمي «عبد الرحيم موهوب" (الذي نُقل أخيرا إلى فاس) في محاولتي قتل بالشارع، في حين يعتزم عبد المولى كنوني مباشرة الإجراءات القانونية لمتابعة رجلي شرطة اختطفاه من داخل مقهى بالمدينة أمام شهود عيان والاعتداء عليه قبل التخلص منه قرب محطة طرقية بعد الاعتقاد أنه فارق الحياة.
وروى المنجلي، في شكايته، تفاصيل محاولة تصفيته جسديا من طرف ضابط الاستعلامات، ففي الساعة السادسة مساء من يوم 14 يونيو الماضي، غادر مقر نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بصفرو، حيث اعتاد فرع الجمعية الفرع المحلي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب الاعتصام داخله، وما إن امتطى سيارته حتى فوجئ بضابط الاستعلامات يعترض مسار السيارة، ويعرقل مرورها، ثم انهال عليه بوابل من السب والشتم المخل بالحياء من نافذة السيارة، وأمسك بعنقه محاولا خنقه، فحاول الضحية الافلات من قبضة يده، سيما أن ضابط الاستعلامات كان تحت تأثير الكحول، كما يقول الضحية.
وانتقل ضابط الاستعلامات إلى الخطوة الموالية حين بدأ يصدم رأس الضحية بباب السيارة، فنبهه المنجلي إلى أنه مصاب بكسر، إلا أن الضابط تمادى في استهداف الأماكن المصابة قائلا له: "إنه سيريح الدولة من أنشطته السياسية والحقوقية"، وفطن الضحية إلى أن هذه المواجهة غير المتكافئة ربما تودي بحياته، فحاول الافلات من قبضته، حينها حلت سيارة الأمن بالمكان، فأخبر الضحية المسؤول الأمني بتفاصيل الأحداث، لكن الأخير أجبره على امتطاء سيارة الأمن، وهناك باغته ضابط الاستعلامات من جديد بالضرب والرفس والوعيد.ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ ظل ضابط الاستعلامات يتصل هاتفيا بالضحية بشكل مستمر في أوقات متأخرة من الليل، ويعمد إلى استفزازه وتهديده واستدراجه لمناقشة مواضيع سياسية وحقوقية، مشيرا في شكايته إلى أنه يتوفر على تسجيل لبعض هذه المكالمات.
من جهته قال عبد المولى كنوني، الناشط الحقوقي، في اتصال هاتفي مع «الصباح»، إن رجلي أمن اختطفاه يوم 21 فبراير الماضي من داخل مقهى بالشارع، وأنه اعتقد بداية أن الأمر يتعلق بأمر بالإيقاف، إلا أن الشرطيين سحباه بالعنف إلى الشارع وأشبعاه ضربا مبرحا بواسطة هراوات تتوفر إحداها على قضبان حديدية، ثم عمدا إلى سحبه في اتجاه منطقة أخرى وواصلا اعتداءاتهما ولم يتركاه إلا حينما اعتقدا أنه فارق الحياة، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى نقل بسرعة إلى أنه المستشفى الإقليمي بالمدينة حيث منحت له شهادة طبية تحدد مدة العجز في أربعة أشهر لإصابته بستة كسور خطيرة، وأنه مازال إلى حد الآن يخضع للترويض الطبي.