يخصص لهم 400 درهم أسبوعيا مقابل التستر على نشاطه
مرة أخرى، يطيح مروج مخدرات كبير بعدد من رجال الأمن. ففي تمارة، قادت اعترافات مروج مخدرات يدعى «ولد الهيبولية»، إضافة إلى محجوزات عثر عليها في منزله من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، إلى إيقاف 7 من رجال الأمن، وإيداعهم رهن تدابير الحراسة النظرية، قبل تقديمهم في حالة اعتقال إلى الوكيل العام للملك، فأحالهم على قاضي التحقيق، الذي أمر بإيداعهم رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي، في انتظار إجراء تحقيق معهم.
فقد عثرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، خلال عملية تفتيش منزل بارون المخدرات، على دفاتر وأجندات دونت فيها الأرقام الهاتفية لرجال الأمن المشتبه فيهم. كما عثرت على كنانيش، تتضمن لوائح بأسماء رجال الأمن الموقوفين، والمبلغ المالي المخصص أسبوعيا لكل واحد منهم.
وتبين أن بارون المخدرات كان يكلف أحد مساعديه، يتقن القراءة والكتابة، بإعداد لائحة لرجال الأمن «المتعاونين»، تقابل كل اسم فيها خانة يدون فيها رقم المبلغ المالي المسلم إلى صاحب الاسم. وعلى سبيل المثال، يقول مصدر موثوق، يخصص المروج لمفتش الشرطة 200 درهم أسبوعيا، وللضابط 400 درهم. والخطير هو عثور الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمنزل المتهم بتمارة على شريط فيديو يوثق لحفل أحياه بمنزله، ويكشف حضور بعض العناصر الأمنية.
واعترف أحد رجال الأمن الموقوفين بعلاقته ببارون المخدرات «ولد الهيبولية»، وأكد للمحققين أنه كان يستفيد من إتاوات مالية أسبوعية كان يدفعها له بسخاء منقطع النظير، رفقة المعتقلين الآخرين، لقاء التغاضي عن أنشطته المحظورة، وتسريب معلومات عن بعض العمليات الأمنية التي كانت تسعى إلى الإيقاع به بين الفينة والأخرى، على مدى سنوات.
ووضعت الفرقة الوطنية خطة للإيقاع بالمشتبه فيهم، إذ تم استدعاؤهم إلى مقرات عملهم من طرف رؤسائهم المباشرين على عجل، بدعوى وجود استنفار أمني يستدعي تدخلا فوريا، وعند وصولهم وجدوا حافلات «السيمي» في انتظارهم، فصعدوا إليها وهم يتبادلون التحايا والأحاديث، ليفاجؤوا بهذه الحافلات تسلك الطريق السيار، قبل أن يجدوا أنفسهم في ضيافة الفرقة الوطنية، ويشعروا بالتهم المنسوبة إليهم من طرف ضباط هذه المصلحة.
واكتشف تورط رجال الأمن الموقوفين عن طريق الصدفة، إذ بينما كانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تعمق أبحاثها مع أفراد شبكة «الليبي» الدولية، خلصت إلى وجود علاقة لهذه الشبكة بشخص يدعى «ولد الهيبولية»، وهو مروج مخدرات كبير. وقد انتقلت الفرقة الوطنية إلى الظنين وألقت القبض عليه، وبعد البحث والتفتيش، عثرت على أدلة ورطت 7 من رجال الأمن، ليتقرر وضع كمين لهم من أجل إيقافهم واقتيادهم إلى البحث.