المحكمة العسكرية تابعتهم بتهم اقتراف سرقات وانتحال صفات ضباط في الشرطة القضائية بالبيضاء
قضت المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، بداية الأسبوع الجاري، بإدانة ثلاثة من عناصر شرطة “بلير”، كانوا يزاولون عملهم بالجهاز 13 بالبيضاء، من أجل جرائم تكوين عصابة إجرامية لاقتراف سرقات بالعنف والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، وانتحال صفات ضباط في مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن البيضاء والاعتداء على ضابط شرطة بالمحمدية.واستقرت قناعة هيأة المحكمة على خطورة التهم المنسوبة إلى الأظناء، فارتأت إدانتهم طبقا لقانون العدل العسكري، وأصدرت في حق كل واحد منهم حكما بالحبس النافذ لمدة سنتين. وبمجرد النطق بالحكم، رفعت إدارة الوثائق والمستندات، لادجيد، تقريرا في الموضوع، ليصدر قرار بعزل الأظناء من القوات المسلحة الملكية، والتشطيب عليهم مع حرمانهم من التقاعد.
وجاء في محاضر الدرك أن الأظناء كانوا يغادرون مقر عملهم مدججين بالأسلحة البيضاء، ويترصدون المواطنين بغرض سرقتهم بالعنف. كما كانوا يحتالون على مروجي المخدرات والخمور غير المرخص لهم، ويبتزونهم بدعوى أنهم ضباط في مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن البيضاء. وكان الأظناء يشهرون الأصفاد في وجوه الضحايا، لإرعابهم وإجبارهم على دفع مبالغ مالية كبيرة.
وتمكنت أجهزة الدرك، بتنسيق مع ولاية أمن البيضاء، من إلقاء القبض على شرطيي “بلير” الثلاثة، بعدما دخل أحدهم في شجار مع ضابط في الشرطة القضائية بالمحمدية، واعتدى عليه بالضرب واللكم، وتدخل رفيقاه لمساندته.وأحيل الأظناء الثلاثة على وكيل الملك بالمحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، والذي قرر إحالتهم مباشرة على الجلسة لمحاكمتهم طبقا لقانون العدل العسكري.
وانطلقت فصول القضية بعدما نشب خلاف بين الضابط وعضو فرقة شرطة “البلير”، الذي كان في حالة سكر مفرطة، إذ وجه عبارات سب وشتم إلى ضابط الشرطة القضائية، بدعوى “أنه نظر إليه”.
وتدخل الضابط ليرد على العنصر بعنف، مخبرا إياه بأنه ضابط شرطة قضائية، وأن بإمكانه التدخل لإيقافه، أو تقديمه إلى وكيل الملك في حالة اعتقال، وهو الأمر الذي أثار غضبا شديدا لدى عنصر “بلير”، الذي لم يتردد في مهاجمة الضابط، تحت تأثير السكر والتخدير، ووجه إليه عدة صفعات أسقطته على الأرض، كما تدخل رفيقاه لمساندته في مواجهة الضابط.
وعندما شاهد المواطنون ضابط الشرطة يتعرض للضرب على يد مخمورين، تدخلوا وأوقفوهم دون أن يعرفوا هويته، قبل أن يربط الضابط الاتصال بزملائه، الذين حلوا على الفور بمكان الاعتداء، وقيدوا المعتدين بالأصفاد، ليتبين أنهم عناصر في شرطة “بلير” بالدار البيضاء. ونظرا للاختصاص، أمرت النيابة العامة بالبيضاء بإحالة الملف على المحكمة العسكرية بالرباط.