متهم صرح للمحكمة أن المسؤول الأمني استخدم سلطاته لإبعاد صهره من المتابعة
قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، أول أمس (الاثنين)، بإدانة متهمين من وزان من أجل تهم حيازة واستهلاك المخدرات الصلبة والاتجار فيها، وأصدرت في حق كل واحد منهما حكما بالحبس النافذ مع الغرامة.
وقضت هيأة المحكمة بإدانة المتهم الأول «إ.ق» من أجل الاستهلاك والحيازة والاتجار، وأصدرت في حقه حكما بالحبس النافذ لمدة ثلاث سنوات، فيما أدانت الثاني من أجل الاستهلاك والحيازة، وأصدرت في حقه حكما بالحبس النافذ لمدة سنة مع التعويض وشهدت الجلسة وقائع مثيرة، إذ صرح المتهم الرئيسي، «أ.ق»، وهو صاحب مشاريع استثمارية بوزان والنواحي، أن مسؤولا أمنيا برتبة عميد إقليمي بوزان، لفق له تهمة استهلاك الكوكايين وحيازته والاتجار فيه، مقابل إبعاد التهمة عن صهره، الذي كان متابعا بدوره من أجل التهم نفسها.
وأوضح المتهم الرئيسي أن العميد الإقليمي بذل مساعي حثيثة من أجل إبعاد قريبه عن المتابعة القانونية، أو على الأقل تهمة الاتجار في المخدرات الصلبة، وفي الوقت نفسه، لفق التهمة الخطيرة إليه هو، موضحا أن العميد الإقليمي كان يعلم أن صهره يستهلك الكوكايين، وله علم بمسالكه، لكنه تدخل بكل نفوذه لحمايته ومساعدته على الإفلات.
ورد القاضي على المتهم الرئيسي بأن «المسؤول الأمني لا علاقة له بملفك، وعليك أن تلتزم بموضوع المحاكمة». وزاد مخاطبا إياه بالقول «أنت الآن متهم بحيازة المخدرات الصلبة واستهلاكها والاتجار فيها، وعليك أن ترد على التهم المنسوبة إليك».
وصرح المتهم أمام هيأة المحكمة بأنه بالفعل يستهلك الكوكايين، نافيا الاتجار فيه، وقال إن قريب المسؤول الأمني سخر مستخدمين لإحضار بضعة غرامات من عند تاجر معروف بسلا، واتفقا على اللقاء بالمقهى التي يمتلكها على أساس تعاطي المخدرات، قبل أن يفاجآ بفرقة أمنية خاصة تداهمهما وتلقي القبض عليهما.
وخلال البحث، تدخل العميد الإقليمي مستغلا نفوذه وسلطاته، ليبعد صهره من المتابعة، ويوجه التهم كلها إلى المتهم الرئيسي، بل إنه لفق له، في أحد المحاضر حسب تصريحاته، تهمة ممارسة ضغوط على مستخدمي المقهى التي يمتلكها بوزان، وتهديدهم بالتسريح من العمل، إن لم ينتقلوا إلى سلا لإحضار الكوكايين الذي يستهلكه، مشيرا إلى أن التدخلات التي قام بها المسؤول الأمني أثرت بشكل كبير على مسار التحقيق، وتسببت في تحريف وقائع القضية، وكانت سببا مباشرا في توريطه.